طيف امرأة بقلمى

طيف امرأة

أيا امرأة تتسلى من خلف ستار
تحملني تعصفني مثل الإعصار
تأخذني رجلا .. تلقيني بقايا فوق الأزهار
تأسرني .. تصفعني تهديني حزنا و دوار


امرأة قدمت لها عمري و باقي الأعمار
و صنعت لها من دمعي عقدا ماسي و سوار
و فرشت لها راحة كفي و أطعمتها حبي و ثمار


امرأة قدمت لها في همس أعذب أشعار
و غنيت لها جرحي في ليل رنة مزمار
وعزفت لها أعزوفة قدر أحلى الأقدار
و رقَّصت لأجلها جوارحي خدما و جواري


امرأة تزورني في كل ليلة من بين الأقمار
و تراودني طيفا .. تسكن كامل أفكاري
حوريةً .. وجنتاها زمرد .. شفتاها مرجان .. وعيناها لؤلؤتا بحار


أيا امرأة ها أنا ذا و قد كللت و طال انتظاري
إلى متى سيبقى فيك هكذا انكساري
إلى متى ستبقين كما أنت .. صماء تترقبين موعد انتحاري
أنصتي حبيبتي ولو كنتِ .. تعشقين اختباري
إني هنا أنادي بصوت و إن تعَّكر.. عاد نقاؤه مثل الأنهار


أنصتي فإني أحبك حب الأرض للثوار
إني أحبك حب القيد للأسوار
إني أحبك و حبك أشد علي من نار


أنصتي و تأملي آخر أشعاري
إني أحبك و ما زلتُ قلبك في الهوى أجاري
أيا قلبا قاسيا يأبى أن يأخذ في حقي أي قرار
كيف يعقل أن كم من مرة خيَّرتك في نفسي و ما زلتِ للآن لم تختاري